مجمع أهرامات الجيزة (يُطلق عليه أيضًا اسم مقبرة الجيزة)، هو موقع أثري على هضبة الجيزة في القاهرة الكبرى في مصر، يضم المجمع كل من الهرم الأكبر وهرم خفرع وهرم منقرع جنبًا إلى جنب مع المجمعات الهرمية المرتبطة بها وتمثال أبو الهول. بنيت هذه الأهرامات جميعها في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة في مصر القديمة بين عامي 2600 و 2500 قبل الميلاد. كما يضم الموقع عدة مقابر وبقايا قرية عمالية.
يقع المجمع على أطراف الصحراء الغربية على بعد حوالي 9 كيلومترات (5.6 ميل) غرب نهر النيل في مدينة الجيزة، وحوالي 13 كيلومترًا (8 ميل) جنوب غرب وسط مدينة القاهرة. أدرج الموقع (إلى جانب مدينة منف) المجاورة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1979.[1]
يعد الهرم الأكبر وهرم خفرع من أكبر الأهرامات التي بنيت في مصر القديمة، وقد كانا شائعين تاريخياً كرموز لمصر القديمة في المخيلة الغربية.[2][3] اشتهرا في العصور الهلنستية، عندما أدرج الهرم الأكبر من قبل الشاعر اليوناني أنتيباتر[4] كواحد من عجائب الدنيا السبع. وهما إلى حد بعيد أقدم عجائب الدنيا القديمة والوحيدة التي لا تزال باقية.
والأهرام حسب أحد الفرضيات هي مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه ودفن فيه، والبناء الهرمي هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة، فقد بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف تعلوها مصطبة. ثم تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس إمحوتب وزير الفرعون والملك زوسر في الأسرة الثالثة. وتلا ذلك محاولتين للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل. ولكن ظَهْر الهرمين غير سليمين الشكل، وهما يقعان في دهشور أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلاً أصغر يقارب نصف حجم الأوّل. استطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن ينجز الشكل الهرميّ المثالي وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدانًا وتبع ذلك هرما خفرع ومنقرع.
البناء
استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من عشرين عامًا وبناء الممرات والأجزاء السفلية من الهرم عشرة أعوام وذلك طبقًا لما ذكره هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنة من بناء الهرم وسمع هذه الروايات وغيرها من بعض الكهنة والرواة، قُطعت الحجارة التي اُستخدمت في بناء الهرم الأكبر من المنطقة المحيطة بالهرم، وحجارة الكساء الخارجي من منطقة جبل طره والحجارة الجرانيتية المستخدمة في الغرف الداخلية من محاجر أسوان وكانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذي كان يصل إلى منطقة الهرم في ذلك الوقت. كانت الحجارة تُقطع وتُفصل عن بعضها عن طريق عمل فتحات على مسافات متقاربة في قطعة الحجارة المراد قطعها ثم يتم دق بعض الأوتاد الخشبية فيها والطرق عليها مع وضع الماء عليها، وكلما تشرب الخشب بالماء ازداد حجمه داخل قطعه الحجر ومع استمرار الطرق عليها تنفصل عن بعضها ثم يتم تهذيبها وصقلها باستخدام نوع حجر أقوى مثل الجرانيت أو الديوريت. استخدم المصريون القدماء طريق رملي لبناء الأهرامات حيث توضع قطع الحجارة على زحافات خشبية أسفلها جذوع النخل المستديرة تعمل كالعجلات ويتم سحب الزحافات بالحبال والثيران مع رش الماء على الرمال لتسهل عملية السحب، وكلما زاد الارتفاع زادوا في الرمال حتى قمة الهرم ثم يتم كساء الهرم بالحجر الجيري الأملس من أعلى إلى أسفل وإزالة الرمال تدريجيًا.
RIMAS AHMED
تعليقات
إرسال تعليق